سئل شيخ الأسلام أبو العباس أحمد بن تيميه عن قوله تعالي ( حق اليقين)و(عين اليقين)و(علم اليقين) فما معني كل مقام منهم وأي مقام أعلي فأجاب:
علم اليقين ما علمه بالسماع وبالخبر وبالقياس والنظم
عين اليقين ماشاهده وعاينه بالبصر
حق اليقين ماباشره ووجده وذاقه وعرفه بالأعتبار
ومثل الأول من أخبر أن هناك عسلا" وصدق المخبر أورأي آثار العسل فاستدل علي وجوده
ومثل الثاني من رأي العسل وشاهده وعاينه وهذا أعلي كما قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: ليس المخبر كالمعاين.
(رواه أحمد في مسنده)
والثالث مثل من ذاق العسل ووجد طعمه وحلاوته ومعلوم أن هذا أعلي مما قبله كما قال النبي صلي الله عليه وسلم:
ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الأيمان :
من كان الله ورسوله أحب اليه مما سواهما
ومن كان يحب المرء لا يحبه الا لله
ومن كان يكره أن يرجع الي الكفر بعد اذ انقذه الله من كما يكره أن يلقي في النار(متفق عليه)
ولذلك فان الحق سبحانه وتعالى حين يخاطب غير المؤمنين عن جهنم يقول:
كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ (5)
لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ (6)
ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ (7)
التكاثر 5-7 .
أي أن كلا منا سيرى جهنم بعينيه في الآخرة..
ثم يقول سبحانه وتعالى:
وَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ
فَنُزُلٌ مِّنْ حَمِيمٍ
وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ
إِنَّ هَذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ
الواقعة 92-95.